تعد تنمية الشخصية هي رحلة تعلم مستمرة، لا تتوقف او تنقطع ما دمت حياً، رحلة لتشكل شخصيتك كما تحب، فأنت المعلم فيها وصاحب القرار.
ومن ثم فتنمية الشخصية هي البوصلة التي تؤدي الي تحقيق الاهداف، والعيش في حياة متزن.
ولكل منا شخصية تتكون من عدة جوانب مختلفة، منها الاخلاقي والسلوكي، الاجتماعي، المعرفي والفكري، النفسي والعاطفي.
ولكل جانب من هذه الجوانب، غذاءه الذي ينميه ويطوره، ويختلف عن الاخر.
وانطلاقاً مما سبق.
الركائز الأساسية لتطوير وتنمية الشخصية
هي القواعد التي تقوم عليها الشخصية، والتي تتكون من عدة جوانب كما ذكرنا في الاعلي.
لذلك يجب علينا البدأ في تطويرها جميعاً، وليس فقط التركيز علي جانب دون الآخر، لخلق حالة من التوازن.
وتتجلي اهم هذه الركائز في:
1- الوعي الذاتي
وهو اكتشاف الذات، ومعرفة من انت، يقول سقراط ” اعرف نفسك، فبمعرفة النفس تبدأ كل الحكمة”.
لذلك اول بداية التغيير هو معرفة النفس حق المعرفة، ومعرفة نقاط القوة والضعف، الاولي لتطويرها واستثمارها، والثانية لإصلاحها وتحسينها.
ولكن قبل الوعي بذاتك يجب ان يسبقه شعور هام الا وهو الاعتراف، اعتراف بأنك تحتاج الي التغيير والتطوير حقاً.
2- القيم الاخلاقية والسلوك
من خلال الالتزام بالقيم والمبادئ، وتوجيه سلوكك نحو المسار الصحيح.
3- التعلم المستمر
بإكتساب مهارات وعادات جديدة، وذلك عن طريق مصادر مختلفة، مثل القراءة في مجالات متنوعة، وكتب لتطوير الذات، والمصادر التعليمية عبر الانترنت، والدورات التدريبية.
بالإضافة الي ذلك احاطة نفسك بأشخاص ناجحين، واخري مؤثرين في مجالك، للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة، والاستماع الي نصائحهم.
4- الثقة بالنفس
وذلك بتقدير ذاتك، والايمان بقدراتك وامكانياتك.
5- المهارات الاجتماعية
وهي التواصل والتعاون مع الاخرين، وهذا يحدث عن طريق زيادة تفاعلك والانخراط معهم، بحضور المناسبات الاجتماعية، والاشتراك في الجمعيات والدورات التدريبية والانشطة الجماعية.
وعليه فإن ذلك يساعد على تحسين العلاقات واكتساب خبرات من تجارب الآخرين، وتعزيز الثقة بالنفس،
6- تنمية القدرات العقلية والفكرية
وهي تحفيز العقل، من خلال الاطلاع والقراءة، والتعلم المستمر.
بالإضافة إلى توسيع المعرفة، بالخوض في تجارب جديدة.
وبذلك تصبح لديك القدرة علي حل المشكلات، ومواجهة الصعاب، والتأقلم علي المتغيرات.
7- التفكير الإيجابي
ان تمتلك عقلية إيجابية ومتفائلة، يصبح لديك الأمل والطاقة الكافية التي تساعدك علي التطوير، ومواجهة التحديات.
ولكي يتحقق ذلك واقعياً:
خطوات عملية لتنمية الشخصية

تعتبر الخطوات هي بمثابة الخريطة التي ترشد الفرد، الي تطوير وتنمية شخصيته.
واليك اهم هذه الخطوات:
1- إدارة وتنظيم الوقت
اولي خطوات تطوير ذاتك، هو تنظيم وقتك، اي استغلال وقتك بطريقة فعالة.
وما يعينك علي هذا، التخطيط الجيد ليومك، وتحديد أولوياتك، بتقديم الاهم علي المهم.
2- كتابة الاهداف والتخطيط الجيد لها
فعندما تدون أهدافك تكون بمثابة الدليل الذي يساعدك علي تحقيقها، وتجعل لديك رؤية واضحة نحو المستقبل، في تحديد ما تريد تحقيقه علي المدي البعيد.
3- القراءة المستمرة بتخصيص وقت يومي لها
فإنها تجعل الشخص علي دراية بشئون عديدة، وتساعده علي فهم العالم من حوله.
علاوة علي ذلك تؤدي الي زيادة المعرفة، وتعزيز الفكر والابداع، وتوسيع مدارك الأفق لدي الشخص.
4- اكتساب مهارات جديدة
مع التطور الذي نعيشه اليوم في هذا العصر الحديث، اصبح لدينا الكثير من المجالات المتنوعة والجديدة، والتي لكل منها مهاراتها المختلفة.
التي هيأت امام الفرد خيارات عديدة من المهارات لتعلمها، ليختار منها ما يناسبه ويلائم قدراته.
وفي النهاية يؤدي تعلمها إلى زيادة الانتاجية، وفتح ابواب فرص عمل جديدة، وتعزيز مهارات النجاح وتطوير الذات؛ وذلك لانه اصبح الفرد يتمكن من اداء عمله بكفاءة اكبر، مما يؤدي ذلك الي تحقيق اهدافه، وتنمية شخصيته.
5- تبنّي عادات إيجابية والتخلي عن السلبية
في الحقيقة التغيير يبدأ بخطوة، والخطوة عبارة عن عادة، والعادة تقود الي انجاز، فعادات اليوم هي انجازات الغد، والانجاز يحقق النجاح.
لذلك فلم يكن الامر ابداً عبارة عن وثبه، بل هو افعال صغيرة يومية.
6- مراقبة السلوك
وذلك بمراجعة النفس، والعمل علي تقويمها، والتعلم من الأخطاء.
7- ممارسة الرياضة
للحفاظ علي الصحة الجسدية والنفسية.
8- الإرادة والعزيمة
يجب ان تكون لديك الإرادة والقوة، التي تدفعك علي الدخول في تلك الرحلة، والعزيمة علي الاستكمال فيها.
فوائد تنمية الشخصية

- العيش في حياة اكثر اتزاناً ورضا داخلي وسعادة.
- كذلك تحسين الاداء الوظيفي.
- كما انه يسهم في تحقيق النجاح في الحياة العملية والشخصية.
- القدرة علي مواجهة تحديات الحياة والصعاب.
- بالإضافة إلى ذلك تعزيز الثقة بالنفس، وبناء شخصية قوية.
- بل ويمتد إلى تحسين العلاقات الإنسانية لتصبح علاقات صحية وجيدة، وأكثر عمقاً.
لذلك علي كل من يرغب في تغيير حياته نحو الافضل، ان يعمل علي تنمية شخصيته وتطويرها.
فإنها عبارة عن رحلة سباق تبدأ من الداخل، ليست سباقاً مع الآخرين، بل مع النفس، بين الأمس واليوم.
إنها اشبه بالشجرة، التي تهتم بها وترعاها منذ صغرها؛ لتنمو وتزدهر حتي تجني من ثمارها.
وهكذا الشخصية تغرس فيها ما تشاء، من مهارات وتجارب وخبرات، وقيم ومبادئ، ومعارف وعلوم متنوعة، حتي تتشكل وتكتمل علي الصورة التي ترجوها، فتقطف من ثمارها.
وخلاصة القول اهم ما تحتاجه في هذه الرحلة هو الصبر.
الكاتبة: وفاء مبارك حسن
اترك رد