تبرز أهمية زيادة الإنتاجية في الوقت الحاضر وذلك لأننا نعيش اليوم في عصر السرعة، والتغير المستمر في المعرفة، والأسواق، والتقنية، والمعارف، ومن ثم باتت الإنتاجية ضرورة أساسية وذلك للبقاء والمنافسة ولمواكبة التطورات، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
زيادة الإنتاجية كضرورة للبقاء في سوق العمل الحديث

الإنتاجية مهمة في كل شيء وفي كل مجال، وزيادة الإنتاجية باتت ضرورة في سوق العمل الحديث؛ وذلك لاستغلال ساعات العمل المحدودة بالشكل الأمثل لضمان المنافسة.
وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الموظفين يضيعون ما بين 10-20% من ساعات العمل في أمور لا تساهم في زيادة إنتاجيتهم.
ومن هنا انتبهت المؤسسات لأهمية وضع استراتيجيات تساهم في تعزيز إنتاجية العاملين بها بالإضافة إلى استغلال ساعات العمل بالشكل الأمثل.
التكنولوجيا والتحول الرقمي ودورهما في زيادة الإنتاجية
التحول الرقمي أصبح أحد أهم الاتجاهات الحديثة التي شهدتها الشركات في السنوات الأخيرة، واستفادت الشركات بشكل كبير بسبب التطور التكنولوجي خاصةً في زيادة معدلات الإنتاجية، وتوفير الوقت، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وأيضاً زيادة معدلات الأرباح.
التحديات التي تعيق زيادة الإنتاجية في هذا العصر

1- التطور السريع في التكنولوجيا
أدى التطور السريع في التكنولوجيا والتقنية إلى صعوبة المواكبة المستمرة لكل ما هو جديد.
2- التشتت الرقمي
التشتت الرقمي من أهم التحديات التي تقلل الإنتاجية؛ وذلك بسبب اعتماد المنصات الرقمية على جذب انتباه الأشخاص طوال الوقت، مما أدى إلى ضعف القدرة على التركيز لفترات طويلة فضلاً عن الوقوع في معضلة تعدد المهام في وقت واحد أو الـ Multitasking.
3- البيئة غير المحفزة
البيئة التي تفتقد إلى الحافز، أو تتسم بالبيروقراطية قد تكون من أهم معوقات زيادة الإنتاجية لدى الأفراد والجماعات داخل تلك البيئة.
4- التوازن بين العمل والحياة
يؤدي افتقاد الكثيرين إلى تحقيق التوازن بين العمل وجوانب الحياة الأخرى إلى قلة الكفاءة وضعف الإنتاجية وصولاً إلى الإرهاق النفسي والجسدي.
5- المنافسة الشديدة
أدت المنافسة الشديدة في هذا العصر وزيادة الضغوط والمسؤوليات التي يتحملها كل فرد إلى التأثير على معدلات الإنتاجية سلباً بشكل تسهل ملاحظته.
استراتيجيات عملية لزيادة الإنتاجية لدى الأفراد والمؤسسات

وإليكم مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها والاستفادة منها على مستوى الأفراد والمؤسسات بهدف تعزيز الإنتاجية
أولاً/ استراتيجيات على مستوى الأفراد
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي تعزز مستويات الإنتاجية على مستوى الافراد، من أهمها
1- الذكاء في إدارة الوقت
وذلك عن طريق جدولة المهام واستخدام الجداول والتطبيقات التي تساعد على ذلك.
2- التنمية المستمرة للمهارات
ومن أفضل الوسائل المعينة على ذلك متابعة صناع المحتوى والقنوات التي تقدم محتوى عن تحسين الإنتاجية وأساليب إدارة الوقت بفاعلية، وإليك بعض القنوات التي يمكنها مساعدتك:
أ- قناة دروس أونلاين
ب- قناة علي محمد علي
3- توظيف التكنولوجيا
وذلك عن طريق استخدام التطبيقات والأدوات التي تساهم في تحسين إنتاجيتك وتقليل الوقت والمجهود الذي تحتاجه كل مهمة.
4- الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية
صحتك الجسدية والنفسية من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير جداً على معدلات إنتاجيتك ومستوى تركيزك.
ثانياً/ استراتيجيات على مستوى المؤسسات
وهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي تساهم بشكل فعّال في زيادة معدلات الإنتاجية على مستوى المؤسسات، من أهمها
١- التحويل الرقمي
فهنالك الكثير من المهام الروتينية التي يمكن أتمتتها لتوفير الكثير من الوقت والمجهود، كما أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت وسيلة مهمة جداً لزيادة الإنتاجية.
2- دعم العاملين
تقديم الدعم المادي والمعنوي من أهم الأشياء التي تؤدي إلى زيادة الإنتاجية لدى العاملين بشكل مستمر.
3- التدريب المستمر للعاملين
تقديم الدورات والبرامج المختلفة التي تساعد العاملين على استثمار أوقات العمل وزيادة معدلات الإنتاجية وتوفير الوقت والمجهود.
4- خلق بيئة عمل مرنة
كل الاستراتيجيات السابقة لن تحقق النتائج المرجوة منها إذا لم تطبق في بيئة عمل مرنة تحفز على الإنتاجية والإنجاز.
في النهاية، في ظل التطورات السريعة والمستمرة في كل المجالات، أصبح من الضروري إدراك أهمية الإنتاجية في هذا العصر، وتوظيف التكنولوجيا واستخدام التقنيات، وتطبيق الاستراتيجيات التي تساهم في رفع معدلات الإنتاجية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
الكاتب/ محمد ضاحي
اترك رد