مهارات تطوير الذات لها أهمية قصوى لا يدركها الكثير من الأشخاص، ولا يعرفون كيفية تطبيقها في حياتهم، لكن في هذا المقال ستعرف أهميتها وتأثيرها الإيجابي على الأشخاص.
تطوير الذات self development
هو نظرة الشخص لنفسه و تطوقه لتحسين مهاراته الشخصية حتى يصبح أفضل من ذي قبل.
وتنتج من موقف مرّ به في حياته أو كلمة سمعها من غيره أو مقولة أثرت به.
فهذا الإمام الطحاوي قرر أن يُغير حياته بسبب هذه الكلمات “والله لا نفع منك ولا فائدة” قيلت له اعتراضاً على حاله ، فقرر منذ ذلك الوقت الإتجاه نحو الأفضل، ثم تغيير مسار حياته إلى النجاح والتقدم.
من أين تبدأ في تطوير الذات؟
يبدأ تطوير الذات بمجرد أن تنتبه للسلبيات التي تظهر عليك وتسعى في التخلص منها وتغييرها، فتحسن النظر إلى نفسك وتقدرها، وتبدأ بتعلم مهارات تطوير الذات التي تحتاج إليها.
مهارات تطوير الذات
تنقسم إلى عدة أقسام هى:-

1- مهارات شخصية Soft skills
وهي مهارات ذاتية، ولا يمكن قياس نسبتها أو مقارنتها مع شخص آخر، وهذة الصفات هي:-
● تنظيم الوقت
واحدة من أهم مهارات تطوير الذات والتي قد تنظم حياتك بأكملها ليس يومك فحسب، فإدارة الوقت مهارة تتطلب تخطيط.
أن تبدأ يومك بالاستيقاظ مبكرا، ثم تحدد أهدافك اليومية، ومن ثم البدء بالأولويات فهذا إنجاز رائع تكافئ نفسك عليه.
ثم بعد ذلك جزأ الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة بعد أن تلغي كلمة التسويف من قاموسك، ومن ثم تعتمد على أربعة قواعد أساسية ألا وهي:-
القيام
التأجيل
التفويض
بالإضافة الى الحذف
فأنت بهذا قد تحصل على فائدة عظيمة من دقائق وثوانٍ مهدرة عند كثير من الأشخاص وهناك كثير من تطبيقات لتنظيم الوقت تساعدك أيضا في ذلك.
● حسن الاستماع والإصغاء
إذا كان الكلام من فضة والسكوت من ذهب فإن الإستماع والإنصات من أغلى الجواهر التي لا تقدر بثمن.
إذا كنت تتجاوز السكوت إلى الإستماع ثم الإنصات فأنت تقوم بعمل إيجابي خارق للحدود يمكن من خلاله أن:-
– تكسب إحترام من يحدثك.
– تطوي صفحات الخلاف القديمة.
– تملأ جعبتك من المعارف والثقافات المختلفة.
– ترفع معنوياتك وتغير حياتك البائسة.
– ولا تنسى أنك نفذت توجيه القرآن الكريم في قوله تعالى ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”.
إذا كيف تكتسب مهارة الاستماع والإصغاء؟
حتى تكون مستمعا ماهراً وتستطيع أن تغوص في أعماق الآخرين عليك التحلي بالآتي وللمزيد من المعرفة إليك كتاب مهارات الإستماع والخطاب :-
- أجعل المتحدث يشعر أنه مرغوب به.
- دعه يتحدث ولا تقاطع حتى ينتهي من حديثه.
- حثه على المواصلة والمتابعة.
- أصغ إليه بأذنك ووجهك وقلبك.
- كن مرآة لكل حركاته ولغة جسده.
- لا تفسر كلامه من وجهة نظرك أنت فقط.
● الإيجابية في التعامل
إحدى مهارات تطوير الذات المهمة التي تفتح لك نافذة مليئة بالحب والتفاؤل نحو العالم بأكمله وبالتالي تجعل لك طريق للنجاح.
إن وجودك بين الآخرين منغلقاً لن يعود عليك بالفائدة أبداً، بل ستجني الفائدة من التعاون والمشاركة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية.
● قانون لغة الجسد
ليس من السهل فهم وتعلم مهارة لغة الجسد فهي مهارة ثمينة تمكنك من ترجمة ما يدور في عقل من تتحدث معه وفهمه قبل أن يتكلم.
فإذا تعلمتها وأتقنتها فأنت متحدث مثالي وستصبح علاقتك بالآخرين جيدة جدا وهناك العديد من الكورسات لتعلم لغة الجسد تجدها في مواقع مثل udemy.
● الاهتمام بالمظهر والأناقة
مهارة يظلمها الكثير من الأشخاص ولا يعطوها حقها ألا وهى مهارة الاهتمام بالمظهر لما لها من نتائج إيجابية كثيرة تعود على صاحبها.
يعتقد البعض أنها أمور سطحية، ولكنها لها تأثير مهم للغاية ي الثقة بالنفس، تم الارتقاء بالصحة العقلية، كذلك البعد عن القلق الإجتماعي.
● استمرارية التعلم أهم مهارات تطوير الذات
يحيا المرء قدر ما يحيا وهو لا يزال يتعلم ويطلب العلم، فانهل من بحور العلم قدر استطاعتك، فهي طريقك للنجاح والتفوق.
وتوجد الكثير والكثير من المنصات التعليمية التي تقدم الكورسات والكتب لتعلم المهارات المختلفة المفيدة والمؤثرة في حياتنا الشخصية والمهنية.

2- مهارات إجتماعية
وهي طريقك إلى قلوب وعقول الآخرين، يبدأ الطريق بمفاتيح التواصل حتى تتميز وتتفوق إجتماعيا.
ومن مهارات تطوير الذات الإجتماعية:-
● المرونة في التعامل
دائما أهمس في أُذنك كل صباح، وقُل لنفسك كن مرناً، المرونة في التعامل مع الآخرين مهارة من أهم مهارات تطوير الذات الإجتماعية.
فهي تتطلب قدرتك على استحداث حلول للمشاكل التي تتعرض لها، وهي قدرتك على العودة لحياتك الطبيعية بعد المواقف التي تتعرض لها.
وقد تحتاج المرونة جهد نفسي وجسدي متلازمين، وكظم الغيظ في كثير من الأحيان والمواقف حتى تكتسب تلك المهارة التي من النادر الحصول عليها بين مهارات تطوير الذات.
وعندما تعلم أنها مهارة يبحث عنها أصحاب الأعمال باعتبارها مهارة أساسية للنجاح في سوق العمل بالتالي ستسرع في تعلمها واقتنائها.
● القدرة على العمل الجماعي
هى مهارة مطلوبة ومهمة من مهارات تطوير الذات حيث أنها تعني توجيه الطاقة الفردية ودمجها مع طاقات الآخرين لتحقيق نتائج منظمة وكبيرة في وقت صغير.
والقدرة على العمل الجماعي تحتاج مهارات مشتركة لتستطيع التكيف مع روح الفريق وكذلك تحقيق الإنتاجية الفعالة ومنها ما يلي:-
مهارة التواصل الفعال.
التحكم في الذات والبعد عن الأنانية.
الالتزام والانضباط بقوانين العمل.
القدرة على حل المشكلات.
● حل المشكلات واتخاذ القرار
وهي مهارة فريدة تحتاجها معظم شركات التسويق التي تعتمد على نظريات مختلفة في حل مشكلات فشل الإعلان والبيع وغيرها.
تعلمها واكتسابها تعطيك خبرة في مجالات التسويق الإلكتروني والبيع والشراء، بالإضافة إلى ذلك تفتح لك مجالات عدة في شغل مناصب راقية في هذه الشركات.
● المدح البناء
أحد مهارات تطوير الذات المهمة التي تجعلك تكتسب قلوب من حولك سريعا، الإطراء والمدح البناء مفتاح القلوب المغلقة.
● مساعدة الآخرين
هذه ليست مهارة فحسب، بل هي صفة وفضيلة عظيمة يمتلكها من يعرف قيمتها ويبتغي أجرها في الدنيا وفي الآخرة لما لصاحبها من مكانة عند الله، وفي قلوب البشر.
3- مهارات تقنية Hard skills
هي مهارات محددة، وقابلة للقياس تكتسبها من المدرسة أو الجامعة أو التدريب أو العمل.
مهارات تطوير الذات التقنية متعلقة بالبرمجة والتطبيقات ومهارات استخدام الحاسوب، وهي مهمة لبعض الوظائف وليست جميعها.
4- مهارات تطوير الذات وعلاقتها بالمهارات اللغوية
إن تعلم اللغات المختلفة مثل اللغة الانجليزية أو اللغة الألمانية أو غيرها، نعتبره ركيزة من مهارات تطوير الذات .
لأنك بهذا تصبح أكثر تواصلاً مع من حولك، ومن ثم تنقل الثقافات والعادات الحسنة إلى المجتمع، وتنظر إلي الآخرين نظرة مليئة بالثقة في النفس.
ولا نهمل في خِضم حياتنا تطوير لغتنا الأم اللغة العربية بكثرة القراءة ومن ثم تعلم ما ينقصنا تعلمه.
5- مهارات عقلية | مهارات تطوير الذات
مهارات تساعدك على تحسين أدائك العقلي، أي تحسن تفكيرك، وتعزز قدرتك على تذكر المعلومات بشكل أفضل من ذي قبل.
تنمي مهارات الإبداع والابتكار لديك، وتجعلك تفكر خارج الصندوق لتحصل على أفكار جديدة ومبدعة تدعم في سرعة اتخاذ القرار وحل المشكلات.
6- مهارات صحية وبدنية | مهارات تطوير الذات
الاهتمام بالصحة البدنية من أهم مهارات تطوير الذات التي تعيننا على تحقيق الأهداف، والسعي للنجاح والتقدم.
أخذ قسط كافٍ من النوم، والاستيقاظ مبكراً، والإكثار من شرب الماء، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الطعام الصحي، عادات سليمة يجب الاهتمام بتنفيذها.
الخلاصة
وأخيرا أنصحك بكل صدق لا تسعى دائما في الرغبة في المثالية، المثالية في الشكل، المثالية في المنصب، المثالية في التحدث.
لأن من يشعر بالمثالية هو أكثر شخص يخاف من المواجهة لأنه دائما يشعر بالنقص، ولكن أسعى دائما للتعلم، للتطوير، لإكتساب مهارات تطوير الذات.
فهذا للنجاح والتقدم والثقة بالنفس.
الكاتبة/ أميرة الضبعي
اترك رد