التسويف وكيفية التخلص منه هما أول وأكبر عقبة تواجه الإنسان في رحلة تطوير الذات.
حيث فخ التسويف هو أكبر تحدي يواجه الإنسان ويمنعه عن التقدم والترقي فكريًا وعاطفيًا وعمليًا ويجعل الأيام متشابهة في حركتها، لكن تتثاقل مع مسؤولياتك المتراكمة يومًا بعد يوم.
فالتسويف يشعرك أن لا أمل في تغيرك؛ مما يسهل التدمير ذاتيًا.
لذلك تعالى لنتعرف سويًا يا عزيزي القارئ عن أسباب التسويف وكيفية التخلص منه
ما هي أسباب التسويف؟
الرغبة الملحة في الاشباع الفوري
يصاب الكثير مننا بحالة من الملل، وعدم الصبر ولا يمتلكون القدرة على انتظار النتائج طويلة الأجل؛ ولذلك يفضلون التسويف والمماطلة على السعي والعمل.
ضعف الإرادة تجاه المشتتات
لا يملك الكثير منا القدرة على وضع حل للمشتتات حولهم لذلك يصبحون عرضة لإدمان تلك المشتتات ويلجئون إليها كوسيلة للهروب من ضغط العمل.
التوقعات العالية
يكون لدي الكثير من الأشخاص توقعات على نتائج الاعمال الخاصة، ولأنهم يتطلعون للوصول الي الصورة المثالية إن لم تكن الكاملة الخالية تماما من الأخطاء ممايؤدي ذلك إلى تحميل أنفسهم أعباء نفسية إضافية.
غياب القيمة والرسالة والشغف والخوف من البداية
عدم وضوح القيمة والرسالة يجعل الإنسان يميل للتسويف والتأجيل. لأنه يجد أن كل ما يفعله لا أهمية له ولا يستحق السعي والعمل.
غياب الالتزام الداخلي
الكثير منا لا يقدمون على عمل إلا في حال وجود إرادة قوية تدفعهم للعمل. لكن من لا يملك هذه الإرادة يلجأ دائمًا للتسويف.
الخوف من البداية
يضخم ويعقد الكثير من الأشخاص أمور الحياة ويتصورها في غاية الصعوبة، لذلك يخافون من نقطة البداية.
الأهلية النفسية
حينما نريد إنجاز عمل ما نقوم بضبط النفس على ذلك ونبدأ بالتفكير بطرق فعالة لإنجاز المهام. وهنا ما يغذي دوافعنا لقيام بشيء ما هو الشغف اتجاه الشيء وهذا ما يجعلنا نقوم بذلك العمل. ولكن في بعض الحالات نتعرض لمعيقات وصعوبات ينتج عنها تثبيط الهمم مثل القلق والخوف والتوتر. كما أن للمكافآت البعيدة دور في تجنب المماطلة والتسويف.
هل التسويف مرض نفسي
صرحت الجمعية الألمانية للتحليل النفسي والعلاج النفسي وعلم النفس الجسدي وعلم عمق النفس بإن التسويف هو سلوك نفسي يعمد إلى تأجيل تنفيذ مهام ذات أهمية إلى وقت لاحق.
وبينت الجمعية أن التسويف يعد أكثر من مجرد كسل أو تراخٍ في إنجاز المهام الموكلة للشخص؛ إذ إنه قد يشير إلى مشكلة نفسية، مثل الخوف والتوتر والقلق والاضطراب الداخلي، وعدم الثقة بالنفس وفقدان الإحساس بقيمة الذات والاكتئاب واليأس.
كما قد يعود التسويف إلى مشكلة جسدية، كالشد العضلي واضطرابات النوم ومشاكل في الدورة الدموية ومشاكل في الجهاز الهضمي.
وحذرت الجمعية ذاتها من أن التسويف قد يهدد المستقبل الوظيفي للموظف، وذلك بسبب إرجاء تنفيذ المهام الموكلة إليه بشكل مستمر، ما يؤثر بالسلب على سير العمل.
وهنا يا عزيزي القارئ/ة نأتي لأهم نقطة وهي كيفية التخلص من التسويف
عشرة إستراتيجيات لتخلص من التسويف
1.ابدأ بأصعب جزء أولًا
ابحث عن أصعب جزء بمهمتك وابدأ به لأنك في بداية مهمتك تكون متحمس لهذه المهمة الجديدة. وذلك سيساعدك على سرعة الإنجاز، وستجد في النهاية أن الجزء صعب انتهي ومما يسهل عليك أداء باقي المهمة وإتمامها علي أكمل وجه.
2. اعلم أن التأجيل ليس الحل
قيامك بتأجيل مهماتك لا يعني حل المشكلة، لكن يعني تعقيدها أكثر. حيث يؤدي إلى تراكم مهماتك ومنه تظل دوامة التسويف مستمرة.
3. حدد اهدافًا ترغب في تحقيقها
قم بعمل قائمة لكل الأهداف التي تريد أن تحققها وابدأ فيها علي حسب ضرورتها.
4. قسم المهام الكبيرة
قم بتقسيم مهامك الكبيرة إلى مهام صغيرة وستجد أن الأمر بسيط وسيساعدك ذلك علي زيادة الإنتاجية وسيخلصك من التسويف.
5. جرب خطة قصيرة لمدة دقائق
قم بعمل خطة بسيطة تنفذ في دقائق لكي تزيد حماستك لبناء الخطة التي تحتاج لتنفيذها ساعات.
6. تصور الأهداف كما لو أنجزت بالفعل
تخيل عند بدايتك في أي مهمة أنك قد أتممتها بالفعل. لأن ذلك سيعطيك التحفيز اللازم على إتمامها حقًا وفي أسرع وقت.
7. استخدام التأكيدات الإيجابية لتحفيز الشعور بالمهمة
دائمًا حفز نفسك بالكلمات الإيجابية والشعارات الحماسية التي تساعدك علي زيادة إنتاجك وتخلصك من التسويف لكن الأمر لا يتوقف علي ترديد تلك الشعارات فحسب بل العمل بها أيضًا
8. حدد مواعيد نهائية واضحة المهام
دائمًا حدد معاد نهائيا لتسليم المهمة المطلوبة منك قبل بدايتك في المهمة. لأن عدم تحديد موعد نهائي لمهمة يؤدي إلى التسويف.
9. لا تتذرع بالأعذار والزم نفسك بإكمال المهمة
لا تخلق لنفسك الأعذار الواهية التي تخمد ضميرك وتبرر لك تسويفك.
10. كافئ نفسك عند إكمال المهمة
دائمًا عند إنهائك لأي مهمة قم بمكافئة نفسك بأي شيئًا حتى وإن كانت المكافأة بسيطة لأن ذلك سيعطيك الحماس والتحفيز اللازم لإتمام المهمة.
مصادر ووسائل قد تساعدك على التخلص من التسويف
- متابعة أشخاص ملهمين على وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من خبراتهم مثل علي محمد علي
- قراءة وسماع الكتب المفيدة في مجال تطوير الذات مثل كتاب نادي الخامسة صباحًا وكتاب العادات السبع الأكثر تأثيرًا
- ابحث باستمرارعن طرق وأدوات تساعدك على تنظيم وقتك والتخلص من التسويف، لكن لا توقع نفسك في فخ البحث عن النتائج دون العمل بها.
- اقتني ملصقات تنظيم الوقت وقوائم المهام لتساعدك على ترتيب وقتك ومهامك حسب الأولوية وبالتالي عدم لجوئك للتسويف والممطالة
وهنا تنتهي رحلتنا يا عزيزي القارئ في التعرف على كل ما يخص التسويف لذلك قم وابدأ الآن ولا تنتظر حتى لغدًا
بقلم أسماء عزت الشهاوي
اترك رد