نصائح لمساعدتك على الأنس بذاتك| الاكتفاء الذاتي

قد يُدهشك العنوان، ويدور بخلدك العديد من الأسئلة، أبرزها أنَّىٰ للإنسان أن يأنس بنفسه! بدون ملل! أو كيف يكون الاكتفاء الذاتي؟

يمكن أن يكون ذلك لأن كثيرًا ما نقرن الأنس بإلتفاف الناس من حولنا، أي أن عدم وجود الناس يعني لا وجود للأنس.

وفي هذا المقال سنحاول معًا تغيير هذه القناعة، ومنحك بعض النصائح لجعل نفسك شريكًا رائعًا يمكنك مجالسته بل والشعور بالأنس والاستمتاع في حضرته، والشعور معه بالاكتفاء الذاتي.

أولًا: تعرَّف على نفسك

نفسك هي خير من يعرفك في الدنيا، بدون فلسفات ولا تعقيدات زائفة، شخص تظهر أمامه وأنت مجرد من أي خبايا، يعلم خباياك ومكنونات صدرك.

يعلم متى تفرح، ما يحزنك، ما يسعدك، كيف تقدم له الدعم، وكل شيء عنك يعرفه، وكلما تعرفت على نفسك أكثر، كان التعامل معها وترويضها والسيطرة عليها أسهل.

ولذلك، اهتم بالتعرف على نفسك أكثر، واجعل نظرتك لها كنظرتك لشخص تحاول إصلاحه وجعله أفضل من نسخته بالأمس.

الاكتفاء الذاتي

ثانيًا: اهتم بتقديم الدعم لنفسك| الاكتفاء الذاتي

حينما يمر أحد تهتم لأمره بأزمة، تلقائيًا كل تفكيرك ومشاعرك تتوجه لمساعدته، وبالطبع مهما كانت أهمية هذا الشخص في حياتك، فنفسك أولىٰ وتستحق أكثر نظرتك إليها بعين المساعدة وتقديم الدعم لها.

ورغم أن كلمة الدعم غالبًا ما تُقرن في عقلك بالغير، ولكنك تستطيع تقديم الدعم والمساعدة لنفسك، ويكون ذلك بعد التعرف عليها وعلى ما يساعدك في تجاوز العقبات التي تواجهك.

كلما تعرفت على نفسك أكثر، تمكنت من تعلم التجاوز وتخطي العقبات بدلاً من مراكمتها فوق بعضها، وهذا خير ما تقدمه لنفسك من دعم.

ثالثًا: حرِّر نفسك| الاكتفاء الذاتي

اسمح لنفسك بالتعبير عن رأيها وأفكارها ومشاعرها، والتعامل معهم بطريقة سليمة.

كما سبق وذكرنا أنه لكي تأنس بنفسك لابد من التعرف عليها وفهمها وفهم كيفية التعامل معها، جزء كبير من التعرف على نفسك سيتم عندما تتعلم كيف تحرر أفكارك ومشاعرك وتكف عن مراكماها فوق بعضها.

الاكتفاء الذاتي

كيف تفعل ذلك؟

تستطيع فعل هذا بطرق كثيرة، منها حديثك مع آخر، وطرق أخرى.

ولكن لأننا نحاول أن نأنس بأنفسنا، وتعلم الاكتفاء الذاتي، فيمكن للكتابة أن تكون طريقة فعالة في تفريغ الفوضى والعشوائية التي تملأ داخلك، وتعيد ترتيبها على مهل.

التدوين خطوة مهمة لكي تكون صريح وواضح مع نفسك.

رابعًا: لا تكن مع الناس عليها

لا تهرب من شيء بك، ولا تتأثر بكلام الناس، الكثير يربط في ذهنه كل شيء بالناس.

يبالغ في العناية بمنظره أمام الناس، كلام الناس عليه، نظرات الناس، رأي الناس، وغيرها الكثير من الأشياء التي قد تظن أن الناس مهتمة لأمرك فيها، ولا أحد يهتم من الأساس، وإن اهتموا، فمَ المشكلة!

ما المشكلة في خروجك مع نفسك كمكافأة على شيء معين؟ ما المشكلة في مشيك مع نفسك لمدة وتفكيرك فيما يشغلك حتى يهدأ عقلك؟
في تجربتك لمكان جديد وحدك؟ أو في اعتبار نفسك رفيقًا!
إن سمعت كلام الناس فخذه وانتفع بما ينفعك منه، وما لن يفيدك فيه فلترمِه وراء ظهرك غير مكترث ولا مبالٍ.

الاكتفاء الذاتي

خامسًا: قدِّم الحب والاهتمام لنفسك


لا تنتظر تعبير أحد عن مشاعره لك، ولا ملء أحد لفراغك العاطفي، كن لنفسك من يقدم لها الحب والاهتمام.

سادسًا: ابنِ نفسك| الاكتفاء الذاتي


جزء كبير من اهتمامك بنفسك هو اهتمامك بعقلك وشخصيتك وقلبك، كن قويًا، لا تكن مجرد مسخ فارغ، ولا نسخة مقلدة.


وجود تجارب كثير وأشياء كثيرة تفعلها سيساعدك في الشعور بالأنس بنفسك والاستمتاع بفعل كل شيء حتى لو كنت وحدك.

على عكس الفراغ المميت الذي يجعلك -في أغلب الأوقات- محتاجًا لأي شخص بجوارك.

وأخيرًا وليس أخيرًا لا أقصد بحديثي الاستغناء عن الناس.

بالعكس تمامًا، مهما كانت أمورك جيدة ونفسك جميلة فستظل محتاجًا لأناس من حولك، تلك فطرة بداخلك.

ولكن لا تكن سعادتك فقط في وجودك الناس، لدرجة أنك إن اضطررت فجأة لأن تكون وحدك توقفت حياتك!

أنت أيضًا تستحق أن تكون الشخص الذي تهتم به وتقدم له الحب والاهتمام.

فاكتشف نفسك وتعرّف عليها وقدم لها الحب والاهتمام وحاول تجربة أشياء جديدة تمنحك التسلية، وتساعدك على الأنس نفسك والاكتفاء الذاتي.

راقب يومك وعاداتك واعرف ما يشغلك ويشغل وقت كبير منك، وتعلّم العيش وحدك، وفعل الكثير من الأشياء وحدك، ليس ذلك فحسب، بل فعل هذه الأشياء وأنت سعيد ولا تشعر بالملل ولا الضجر.

تمتع بوجود الناس من حولك وبحبهم لك، ومع وجود الناس لا تنسَ نصيب نفسك وحقها عليك بوقت ليها.

الكاتبة: إسراء سالم