قد لا تعلم ذلك ولكن يوجد قرابة الـ 70 مليون أصم في أنحاء العالم، وأغلبهم يستخدم لغة الإشارة، وهي لغة غير صوتية، حية وكاملة، نعتمد فيها على الحركة، حركة اليد والجسم بحركات جسدية محددة.
وفي هذا المقال سنمدك بنصائح لتساعدك على تعلم لغة الإشارة والتعامل بها.
بداية لغة الإشارة
بدأت لغة الإشارة تقريبًا في القرن السابع عشر، وكانت بدايتها على يد بعض المتخصصين في رعاية الصم والبكم حينما أوجدوا حركات بسيطة تساعد الأطفال الصم والبكم على التواصل مع العالم الخارجي والتعبير عما يريدون.
وكانت في بدايتها للأطفال الصم في العائلات الثرية، ولكن الآن العالم أجمع يعرف لغة الإشارة، بل والكثير يتواصل بها ويستطيع التعامل مع حركاتها.
أهمية لغة الإشارة
للغة الإشارة أهمية كبيرة، سواء عند من أنعم الله عليهم بالسمع والتحدث أو من الصم أو البكم، وفيما يلي بعض ما يدل على أهمية لغة الإشارة:
١_ تساعد الصم والبكم على التعبير عما بداخلهم وعما يريدون.
٢_ تساعد على التواصل بين الصم والبكم والناس، بالإضافة إلى نقل مشاعرهم المتبادلة والاندماج في المجتمع.
٣_ تخفف من حدة الضغوط النفسية والداخلية التي تصيب من يعانون من عدم الكلام والسماع.
٤_ تعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.
٥_ تساعد على التخلص من الإصابة بالخوف والاكتئاب والإحباط لدى الصم والبكم، بل وتزيد المودة بين الأشخاص عند التواصل بها والاجتماع على شيء إنساني مشترك.
٦_ مفيدة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب “طيف التوحد”، فهم يعانون من صعوبة في التواصل الشفهي، فتكون لغة الإشارة حينها بديلاً مناسبًا للتواصل الشفهي.
وسائل تعلّم لغة الإشارة
هناك الكثير من الطرق والوسائل التي تساعدك على تعلم لغة الإشارة وتمنحك فرصًا قوية للتدريب عليها، منها على سبيل المثال:
١_ المواقع الإلكترونية
حيث توفّر العديد من المواقع الإلكترونية الشرح لمعاني هذه الإشارات عن طريق الصور ومقاطع الفيديو، ما يمكنك من تعلم لغة الإشارة عن طريقها.
٢_ تطبيقات الهاتف المحمول
صُممت الكثير من تطبيقات الهاتف المحمول التي تساعد من يرغب في تعلم لغة الإشارة من خلال الصور ومقاطع الفيديو وغيرها.
٣_ تطبيق الترجمان
وهو تطبيق مصمم لترجمة الجمل سواء منطوقة أو مكتوبة للغة الإشارة، متمثلة بشخصيات ثلاثية الأبعاد.
٤_ القواميس
دور نشر كثيرة تنشر العديد من القواميس المخصصة لتعليم لغة الإشارة، وهي وسيلة تعلم أساسية، من خلالها يمكن البحث عن معاني الحركات، كمان تحتوي على رسومات توضيحية، علاوة على ذلك بعضها موجود إلكترونيًا، وعلى الإنترنت كذلك.
٥_ الدورات
تعتبر الدورات التي تقدمها بعض المكتبات والجامعات والمدارس وغيرها من أماكن متخصصة، طريقة فعالة لتعلم لغة الإشارة، فبعضها يمنحك فرصة للتدريب على ما تعلمته بالفعل.
٦_ التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من الصمم.
كأي لغة تزيد فرصة تعلمك لها أسرع باستخدامها أمام المتخصصين بها، كذلك لغة الإشارة، من الجيد جدًا تعلمك ولو للقليل من اللغة ثم ممارسته أمام من يعانون من الصمم، حينها ستضاف لك أمور كثيرة وستتعلم أسرع وبفاعلية أكبر.
ما يستخدم في لغة الإشارة
١_ حركة اليدين
وهو المتعارف عليه أكثر، كحركة الأصابع التي تدل على الأرقام والحروف.
٢_ تعابير الوجه
وهي تستخدم للدلالة على المشاعر والتعبير عنها وعن الميول الشخصية كذلك، وتقرن مع حركة اليدين.
٣_ حركة الجسم
كالإشارة للكتف، أو الصدر وغيرهما، للتعبير عن رغبات ومعانٍ معينة، وتختلف باختلاف الدول التي تستخدم فيها.
٤_ حركات الشفاه
وهذه بالأخص تحتاج لمهارات غير عادية، بل لمهارات متطورة، ففيها يقرأ الأصم الشفاه، ويتعرف على ما تود قوله من ملاحظته القوية للشفاه خلال الكلام.
نصائح تهمك عند التحدث بلغة الإشارة
١_ اختصر.
لا تستخدم في تعبيراتك جمل طويلة.
٢_ لا تتحدث بطريقة معينة.
تكلم بشكل طبيعي ولا تعبس.
٣_ تحدث بشكل طبيعي كما تتحدث مع أي أحد.
لا تفتح فمك لدرجة كبيرة ولا تبطئ من كلامك، وحاول استخدام تعابير الوجه واليدين والشفاه معًا وفي نفس الوقت.
٤_ لا تجذب الشخص الأصم من يديه.
أو تعمد لقطع كلامه بتلويحك أمام وجهه، فقط النقر على كتفه لجذب انتباهه سيكون كافيًا.
٥_ لغة الإشارة تعتمد بشكل قوي على مواجهة الشخص وجهًا لوجه.
وكذلك التأكد من أن يدك أمامه، وكما نوهنا على حركة الشفاه والتي من ضمن ما يُستخدم في لغة الإشارة، فتذكر ذلك واستعمل يدك والكلام معًا.
٦_ تذكر أن حركة الشفاه مهمة
فاهتم ألا تغطي فمك وقت التحدث، وإنما اجعل يدك أعلى الصدر، حتى يستطيع الشخص الذي تتحدث معه النظر لليدين والشفاه في نفس الوقت.
٧_ يفرح الشخص الذي يتحدث معك إذا أظهرت اهتمامًا حقيقيًا بكلامه.
ولكن لا يدفعك ذلك إلى الادعاء أنك تفهم وتحرك رأسك وأنت لا تفهم،
ولكن اطلب منه إعادة ما يقوله ووضح له أنك ستفهم وسيعيد لك، بل وسيسعد حقًا باهتمامك بكل كلمة يقولها.
٨_ لا تظن أن حديثك مع شخص ما بلغة الإشارة في مكان عام مدعاة للحرج.
بل هو شيء عادي لا خجل فيه، بالإضافة إلى أنه مما يعزز ويزيد المودة بينكما ويجعله فخورًا ومقدّرًا لما تفعله.
٩_ إذا كنت تتحدث مع أحد ولم يفهمك، لا تيأس.
حاول مجددًا وبإشارات مختلفة، وإن احتجت للكتابة أو استهجاء الحروف افعل ذلك، كل ذلك سيُسعد من يتحدث معك وسيقدّر اهتمامك، لا ترحل وتتركه معتذرًا بعدم القدرة على التحدث، لأنك تعلم كما يعلم أنك إن أردت الحديث معه لفعلت وحاولت.
١٠_ استغل أوقات فراغك في التدريب على تعلم لغة الإشارة.
وذلك من خلال كلمات جديدة يضعها لك شخص متخصص ومحاولة الإشارة بها أمامه.
لغة الإشارة كأي لغة تحتاج لتعلم وصبر وممارسة وإرادة قوية لتعلمها، بالإضافة إلى الاستمرارية حتى تصل لمستوى يرضيك عن نفسك وتفخر عنده بفعلك ووقتك وجهدك في تعلم شيء إنساني، ستدرك كل ذلك وتشكر نفسك حينما تكون في موقف مع من يحتاج للتواصل بلغة الإشارة وتفهمه أنت، ستدرك حينها أهمية ما تعلمت، وكما قيل” تعلم العلم، فإنك لا تدري متى تحتاج إليه”.
الكاتبة: إسراء سالم
اترك رد