يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
” نعمتان مغبون فيمها كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
وفي ذلك إشارة صريحة إلى الحرص على استغلال وقت الفراغ لدينا في طاعة الله، وبالتالي عدم إهدار أوقاتنا وصحتنا فيما لا يفيد ولا ينفع.
يمتلك الكثير منا وقت فراغ في يومه، ومع ذلك لا يحسن استغلاله، ولكن يمكننا أن نحول هذا الفراغ إلى كنز يغير من حياتنا إلى الأفضل في شتى نواحي الحياة سواء النفسية، أو الجسدية، أو المادية أو غيرها.
استغلال وقت الفراغ في طاعة الله
يجب على كل مسلم أن يستغل وقته في عمل الطاعات ومن أفضل هذه الأعمال فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
حفظ القرآن
لا يغفل أحدٌ منا على أهمية القرآن الكريم في مواجهة مآسي الحياة، وبدونه لجُنت عقولنا من فرط ما يحدث حولنا، بالإضافة إلى الأجر العظيم، ولذلك علينا تحديد ورد يومي للحفظ كما أنه لا يشترط تحديد كم كبير، وإليك بعض النصائح للحفظ بطريقة سلسة:
- أولًا وقبل كل شيء عليك فهم النص وتدبره.
- ثانيًا يجب عليك الاستماع إلى الورد أكثر من مرة من أحد الشيوخ المتقنين للتلاوة مثل الشيخ محمود خليل الحصري، ويمكن أيضًا تحديد الورد وتكرار الاستماع إلى الشيخ المفضل وذلك من خلال تطبيق آية.
- ثالثًا عليك بتكرار الورد بعد الحفظ قراءة من المصحف ثم قراءته غيبًا.
- رابعًا والأهم من ذلك الحرص على المراجعة بشكل دوري، فالمراجعة تعني التثبيت.
بر الوالدين
لقد أوصانا الله تعالى بالوالدين والإحسان إليهما كما حذرنا من عقوقهما، فرضا الوالدين من رضا الله علينا، وكذلك سببًا لدخول الجنة.
ويتمثل بر الوالدين في طاعتهما، وشرط هذه الطاعة عدم معصية الله حيث إن ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
فيجب علينا استغلال وقت الفراغ لدينا في تلبية احتياجاتهم، وكذلك التلطف بهما وإعطائهما الحنان والحب قدر المستطاع.
بالإضافة إلى ذلك يمتد بر الوالدين بعد وفاتهما، وذلك من خلال صلاة الجنازة عليهما، وكذلك الدعاء لهما بالرحمة في كل صلاة، وصلة صديقهما، وتنفيذ عهدهما، وصلة رحمهما، والصدقة الجارية عليها.
صلة الرحم
تعتبر صلة الأرحام من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولذلك علينا استغلال فراغنا بصلتهم، ومن ثم علينا السؤال عليهم ولو بمكالمة في الهاتف، وزيارتهم أيضًا، والتودد والتلطف بالقول والفعل معهم، وكذلك مشاركتهم في الأفراح والأتراح، وإجابة دعواتهم، وسلامة صدورنا تجاهم، وكل هذا من صلة الأرحام.
استغلال وقت الفراغ عند قيادة السيارة
لا شك أن الكثير منا يقضي معظم وقته في قيادة السيارة أو حتى في وسائل المواصلات، وعلى الرغم من ذلك يمكننا الاستفادة بهذا الوقت، وذلك من خلال سماع الكتب الصوتية، هذا بالإضافة إلى البودكاست، وذلك حتمًا سيساعدك في تغير شخصيتك للأفضل.
الحرص على ممارسة الرياضة
ليس من شك أن الرياضة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع سواء من الناحية الجسدية، أو النفسية، أو الصحية، ولذلك وجب علينا جميعًا ممارستها ولو بالقليل وعدم تركها حتى ولو قمنا بممارستها بالمنزل، حيث تتعدد فوائدها مثل:
1- حماية الجسم من الأمراض، وبالتالي الصحة الجيدة.
2- تحسين المزاج، ومن ثم معالجة الاكتئاب.
3- حرق السعرات، ومن ثم المساعدة على التخلص من زيادة الوزن.
4- التقليل من الضغط العصبي، وبالتالي القدرة على التفكير الإيجابي.
5- الإنتاجية، وكذلك إنجاز المهام.
6- التقليل من الإصابة بالزهايمر.
7- التقليل من الإصابة بأمراض القلب والسكر.
8- تعزيز جهاز المناعة.
9- تحسين الشهية.
10- تنظيم ساعات النوم.
استغلال وقت الفراغ في تعلم لغة جديدة
أضحى تعلم اللغات من الأساسيات في المجتمع، بالإضافة إلى ذلك أصبح لا يمكن الاستغناء عنها وخصوصًا في الآونة الأخيرة، حيث إنه لا طموح بدون لغة، يقول المثل العربي المشهور: ” من تعلم لغة قوم أمن مكرهم”.
بالإضافة إلى ذلك تعلم اللغات أصبح من الأمور التنافسية في سوق العمل، ومن ثم يعطي لك الأولوية في الحصول على أفضل الوظائف، بالإضافة إلى المرتبات المجزية، وبالتالي أصبح أمرًا ملحًا على الجميع.
أما عن فوائد تعلم أكثر من لغة على المخ فعلى سبيل المثال:
1- تحسين أنشطة المخ.
2- القدرة على التركيز.
3- تقوية الذاكرة.
4- القدرة على تعدد المهام.
5- الذكاء العاطفي.
6- القدرة على التخطيط، وبالتالي القدرة على الإنتاج.
7- التقليل من الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي الختام نستطيع القول أنك أنت المسؤول الوحيد عن كل دقيقة تمر بلا جدوى في وقتك، بالإضافة إلى أن كل دقيقة تمر عليك تنقص من عمرك، ولذلك عليك سرعة استغلال وقت الفراغ عندك، فالوصول متأخر أفضل من عدم الوصول.
لمياء أبوعلي
اترك رد