لتطوير الذات أهمية كبيرة تؤثر بالإيجاب في جوانب عديدة من شخصية الفرد، والتي تمكنه من التعرف على نفسه بشكل سليم وبالتالي يستطيع تفهم مشاعره وردود أفعاله والتحكم فيها وتحسينها.
بالإضافة إلى ذلك تطوير الذات من أهم طرق السعادة فمن خلالها يتحسن أداؤك في جميع نواحي الحياة.
من هذا المنطلق نقدم لك في هذا المقال هذه الخمس طرق والتي ستساعدك في تطوير ذاتك.
1- قراءة كتب تطوير الذات
لا نغفل عن أهمية القراءة في حياتنا، فهي تعود على الإنسان بالكثير من الفوائد.
علاوة على ذلك فالقراءة في مجال تطوير الذات على وجه الخصوص تساعد على تحسين حياة الفرد من نواحي كثيرة أهمها الناحية النفسية والفكرية.
بالإضاقة إلى أنها تزيد من ثقة الشخص بنفسه وبالتالي عمل علاقات وطيدة مع الآخرين بسبب تحسن قدراته على التواصل ومهارات الاتصال.
كما أن القراءة في كتب تطوير الذات تحسن من نفسيتك فهي توضح لك كيف تفهم نفسك والآخرين.
نتيجة لذلك ستتمكن من فهم ردود أفعالك وتصرفاتك.
2- التعلم المستمر من طرق تطوير الذات
التعلم المستمر هو الوسيلة لكي تصبح أفضل شخص في مجالك.
كما أن التعلم المستمر يمكَّنك من زيادة كفاءتك الوظيفية فيكون سبباً في حصولك على الترقية في وظيفتك، وبالتالي تزيد ثقتك بنفسك.
علاوة على ذلك فالتعليم المستمر سيمكنك أيضاَ من توسيع مداركك وزيادة قدرتك على التحليل المنطقي وحسن التفكير. وهذا يقودك لتطوير ذاتك.
لذلك لعلك الآن تتساءل كيف أبدأ بشكل عملي؟..
كيفية التعلم المستمر لتطور من ذاتك
1- التحق بالدورات والندوات التي تنظمها الشركة التي تعمل بها.
2- ابحث عن دورات تدريبية عبر الإنترنت في المجال الذي يثير شغفك، وستجد العديد من الدورات المدفوعة منها والمجانية.
3- استمع في أوقات الانتقالات والانتظار لمواد تعليمية مسموعة عبر الإنترنت.
4- اقرأ في الكتب التي تهتم بمجال، وهناك العديد من الكتب العامة والتخصصية وستندهش من مدى التغيير الذي سيحصل لك.
3- تحديد الأهداف من طرق تطوير الذات
إن الشخص الذي لديه أهداف واضحة يشعر بأن له قيمة ودور فعال في هذه الحياة.
فلقد أشارت الدراسات النفسية إلى أن الإنسان الذي يشعر بأنه يسير في اتجاه هدفه يعطيه شحنة ودفعة قوية من الحماس، وبالتالي تذوق طعم النجاح.
بالتالي فإن تحديد الأهداف والسعي إليها يساعد على مواجهة التحديات ويجعل المرء يشعر براحة وسعادة نفسية كبيرة.. وتساهم أيضاً في تطوير ذاته.
مثال ذلك يقول ألبرت هيبرد:
” يفشل الكثيرون في هذه الحياة ليس لضعف القدرة أو الفهم ولا حتى لنقص الشجاعة، وإنما لأنهم ببساطة لم يوجهوا طاقاتهم نحو هدف محدد”.
كيف أحدد أهدافي وأخطو نحو تطوير ذات؟
1- اجلس في مكان هادئ واسأل نفسك بعض الأسئلة،
على سبيل المثال: ماذا أريد لحياتي؟، ماذا أريد أن أحقق خلال هذا الشهر أو الأسبوع أو السنة؟.
2- اكتب نقاط قوتك وضعفك بكل صراحة.
3- قسم أهدافك لتتناسب مع مجالات حياتك التي تريد وضع أهداف لها،
على سبيل المثال كأن تتضمن مجالات العمل، الحالة المادية، التعليم، الصحة، علاقتك مع الله ومع الآخرين.
4- حوِّل كل هدف في كل مجال إلى أهداف مرحلية.. فمثلاً في مجال العمل تكتب خطوات مثل: زيادة مرتبي – الترقي في وظيفتي.
أيضا في مجال الصحة: تحسين جودة النوم – الطعام الصحي – شرب المياه… وهكذا في باقي المجالات.
5- أحط نفسك بصحبة تشجعك على المواظبة على العمل ويكون لهم نفس أهدافك.
6- استعن بالله ولا تعجز، وتذكر هذه المقولة لأيمن حويرة في كتابه” الطريق”:
” في البداية يبدو الطريق شديد الوضوح شديد التفاؤل وتبدو الرحلة هينة وسهلة المنال،
مع مرور الوقت تبدأ أهداف الإنسان في النضج، وتبدو أكثر تعقيداً”.
4- إدارة الوقت من طرق تطوير الذات
مما لا شك فيه أن الوقت نعمة من نعم الله لا يحسن استغلالها كثير من الناس،
كما قال صلى الله عليه وسلم:” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”،
أيضاً يقول الحسن البصري:( ابن آدم إنما أنت أيام، فإن ذهب يوم ذهب بعضك).
بالإضافة إلى أن الله تعالى قد أقسم بالوقت في غير موضع من القرآن الكريم،
فقد أقسم الله تعالى بالفجر في سورة الفجر، قال تعالى:” والفجر”، وقوله تعالى في سورة الليل:” والليل إذا يغشى”،
وفي سورة الضحى :” والضحى، والليل إذا سجى”، وقوله تعالى في سورة العصر:” والعصر”.
لذلك فمما سبق يتبين لنا مدى أهمية الوقت في الإسلام،
لذلك فلا بد من الحفاظ على الوقت وعدم تضييعه واستثماره بشكل جيد، لأن الوقت الذي يمضي لا يعود أبداً.
عدة نصائح تساعدك على تنظيم وقتك وحسن إدارته لتطور من ذاتك
- الاستيقاظ مبكراً يومياً، فبهذا تستطيع ممارسة أعمالك اليومية براحة وهدوء.
- ضع لنفسك قائمة مهام يومية وقم بتطبيقها.
- خصص لنفسك أوقات معينة للحصول على الراحة وإعادة شحن طاقتك.
- ابتعد عن المشتتات كالهاتف والتلفاز.
- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فالتأجيل يجعل ذهنك مشغول دائماً، ولن تستطيع التركيز على ما يجب عليك فعله الآن.
٥- المثابرة وعدم اليأس
مما لا شك فيه أن المثابرة هي أساس النجاح، وهي ضرورية في تحقيق الأهداف وتطوير الذات.
كما أن الإنسان المثابر لا يستسلم سريعاً ويستغل الفشل للمحاولة من جديد ويتعلم من أخطائه.
من ناحية أخرى فاليأس يعوق النجاح ويؤدي لضياع الفرص وعدم القدرة على التحرك والتطور،
كما أن المثابرة هي الوقود الرئيسي للنجاح في جميع مجالات الحياة.
نتيجة لذلك فمن أجل تطوير ذاتك يجب أن تكون شخص مثابر وصبور تجاه أي معوقات تحول دون تحقيق أهدافك.
ومن ثم فاستلهم من تجارب النجاح لدى الآخرين قصصاً تحفزك وتدفعك للتقدم فتصير بذلك إنساناً يسهم في بناء مجتمع إيجابي ومتفائل.
وفي الختام فقد عرضنا لك طرق تطوير الذات في خمس خطوات عملية والتي ستجعل أي شخص يلتزم بها يتمتع بحياة مميزة عن الآخرين .
بالتأكيد لا يلتزم بهذه الطرق إلا من كان لديه طموح لتغيير حياته وتطوير ذاته… فلقد حان الوقت لتطبيق هذه الطرق والتي ستحتاج منك إلى عزيمة ومجهود حتى تلتزم بها وتلمس أثرها في حياتك.. فتطوير الذات عملية مستمرة مدى الحياة.
فادفع نفسك خارج منطقة راحتك وابدأ في تطوير نفسك من الآن وابدأ بالخطوات السهلة التي تناسبك في وقتك الحالي والتي ستزيد من ثقتك بنفسك وتدفعك لتكملة طريق النجاح.
الكاتبة / رحاب علي
اترك رد