تطوير ذاتك هو أول خطوة للنجاح؛ وذلك لأن النجاح في الحياة مطلب عام لكل البشر ، وأمنية يتمناها الجميع.
ولكن هل كل الذين يتطلعون إلى تطوير الذات يسعون إليه السعي الصحيح، وهل يتخذون السبيل الجاد نحو الوصول إلى المرمى المنشود؟
إن الإجابة بكل تأكيد ( لا ) وذلك، لأن معظمنا يقف مترسمًا العجز، أو متوجسًا خيفة من المستقبل.
كما يعض أصابع الندم على كل فرصة فاتته، فهو لا يريد أن يجهد نفسه في حل أي مشكلة تصادفه، بل يتلعثم ويترنح، ويطلب الإنقاذ والنجدة.
هذا يعني أن تطوير الذات في الحياة له مؤهلاته الخاصة، ومن أهم هذه المؤهلات اتخاذ الموقف الصائب ، والتمسك بالأفكار الإيجابية بالإضافة إلى الإيمان بإمكانية تحقيق هذا التطوير.
علاوة على ذلك أنك لو فكرت من منطلق أنك قادر على تحقيق النجاح؛ فإن عقلك سيعمل في هذا الاتجاه لإيجاد الفرص والوسائل والحلول التي تدفعك لتطوير الذات، وفي هذا المقال سنقدم لك الكثير ليساعدك على تطوير ذاتك.
المقصود بتطوير ذاتك
تطوير الذات، هو منهج الإنسان الذي ينتهجه في حياته فمن خلاله يتحصل على كل ما يشعره بالأمان والقوة والسعادة والرضا عن نفسه وعن عمله.
والذي يعينه على التركيز في تحقيق أهدافه في الحياة التي يعيشها.
حيث يكمن هذا المنهج في عدة أمور أبرزها اكتساب المهارات، بالإضافة إلى المعلومات التي يتحصل عليها، كما أنه يتمكن من تعديل بعض السلوكيات.
مفاهيم خاطئة عن تطوير ذاتك
هناك مفاهيم خاطئة عن تطوير الذات.
حيث يعتقد البعض أنه سباق يركض فيه الإنسان كل يوم؛ كي يصبح أفضل من شخص بعينه أو أغنى من هذا الشخص.
فيظل يركض خلف الوصول إلى القمة.
وهذا يتنافى مع مفهوم تطوير الذات والذي بدوره الطريق والمنهج الذي يشعر الإنسان من خلاله بالرضا عن نفسه وعمله وشعوره بالسلام الداخلي.
ففي سباق التميز هذا لن يحصل الإنسان إلاعلى الإرهاق النفسي والبدني، كما أنه لن يحصل على ما ينشده من سلام وآمان داخلي.
جوانب تطوير الذات
إن أسعد وقتًا للإنسان في حياته هو ذلك الوقت الذي يعيش فيه مع القراءة والتعلم، وتطبيق ما تعلمه على نفسه وعلى أهله وذويه.
وتطبيقه ، أيضًا على المجتمع الذي يعيش فيه، لذلك عليك معرفة الجوانب التي ينبغي عليك تطويرها.
1- معرفة نفسك لتطوير ذاتك
ولكي تعرف نفسك عليك أولاً أن تجيب عن هذه الأسئلة التي بدورها ستساعدك لمعرفة نفسك.
مَن أنت ؟ ماذا تريد؟ ماهي أهدافك من هذه الحياة؟
2- مهارات التواصل الفعال مع الآخرين
إن إتقان مهارات التواصل الفعال مع نفسك والآخرين، ومعرفة كيف تنقل وجهة نظرك للآخرين، وكيف تتلقى وجهات نظرهم دون سوء فهم.
3- الاستقلال المادي
فاستقلالك المادي يكسبك قوة، نتيجة لذلك فأنه سيغنيك عن سؤال الغير ويكفيك شر الحاجة والسؤال.
4- إتقان التعلم لتطوير ذاتك
اكتساب مهارة التعلم بطرق سهلة ومحببة إلى النفس، والبحث عن أسرع الطرق للتعلم ومعرفة كيفية التعلم.
أهمية تطوير ذاتك
لأهمية تطوير الذات دور في استمرار الحياة؛ فسعيك لتطوير ذاتك ليس أمرًا خاضعًا لأهواك أو ميولك الشخصية، إنما هو تكليف إلهي، مثله مثل التكاليف الأخرى التي أمرنا الله بتنفيذها.
فقد كان أول تكليف من الله للنبي والناس جميعًا هو ( أقرأ) لذا، ما عليك سوى صدق العزم والسعي وحسن التوكل على الله وأن تعزم على البدء والتغيير.
ابدأ بنفسك يتغير العالم من حولك.
عوائق تطوير الذات
يعترض الإنسان في رحلته إلى التغيير والتطور بعض العقبات والعوائق التي تثبط من عزيمته ومنها :
1- الخوف
فالنجاح، لا يعرف طريقه إلى الخائف والمتردد وضعيف الثقة بالنفس؛ لذا عليك أن تعتز بنفسك وأن ترفع من قدرك,
وتستفيد من قدرات عقلك بشكل يحفزه، فهو الذي يفكر من منطلق لا يأس ولا خوف، فهناك دائمًا حل لكل خوف.
2- الأحاديث السلبية عن النفس
يستمع البعض إلى حديثه السلبي عن نفسه، فيقول: لا أستطيع أن أفعل هذا الأمر ، وأيضًا يقلل من قدراته وامكانياته التي وهبه الله إياها.
فقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لايقولن أحدكم خبثت نفسي) لذا ثق بنفسك وأطلق العنان لعقلك ونفسك.
3- عدم وضوح الأهداف
كثُرت الآمال والأحلام فتشتت الأفكار وصعُب تحديد الهدف.
ولكي تستطيع أن تحدد أهدافك يجب عليك أولاً أن تتعلم إدارة الذات والقدرة على توجيه المشاعر والأفكار نحو هدف معين.
فسوف تدرك وقتها الفرق بين الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى.
كما أن استخدامك لهذه الأسئلة سيساعدك على تحديد تلك الأهداف.
ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ أين؟ من؟ متى؟
فإن استطعت تحديد أهدافك تستطيع -بإذن- الله تطوير ذاتك.
مصادر تطوير الذات
تطوير ذاتك وتعلمك لم يعد أمرًا صعبًا كما كان من ذي قبل.
حيث أصبحت الموارد المجانية وإمكانية الوصول لمئات المصادر والدورات التدريبية متاح عبر الإنترنت والكتب.
فكل ما تحتاج إليه هو تخصيص قدر كاف من الوقت والطاقة لتتعلم شيئًا جديدًا.
مصادر تطوير الذات
مواقع اليوتيوب لتطوير ذاتك
يعد اليوتيوب وسيلة للترفيه والمتعة، والأهم من ذلك أنه أصبح مكتبة تعليمية كبرى لمن أراد التعلم.
فقد تعدد القنوات التي تحث على التعلم والتطوير.
فكل ما عليك فعله هو تحديد المجال الذي ترغب في تطويره، ثم النقر على منصة اليوتيوب
الكورسات
الكورسات هي تلك الدورات التي من خلالها ستفتح لك الآفاق لاكتساب العلم والخبرات ولكن هل فكرت من أين ستحصل عليها أو كم ستدفع؟ اطمئنك فقد وفرت الكثير منها على المواقع المنصات المختلفة فأصبح منها المجاني والمدفوع
التطبيقات
قبل كل شيء، من منا لا يحمل هاتف جوال فى يديه! ولكن هل يملك الجمبع تلك التطبيقات التي تمكنه من التعلم ؟والتي تيسر له السبل المختلفة في رحلة تطوير الذات فمن خلال تحميل بعض التطبيقات يمكنك التعلم بكل سهولة ويسر .
الكتب لتطوير ذاتك
لم يعد اقتناء الكتب مقتصر على الشراء فقط، فقد أصبح الحصول على الكتب أمر ًا في غاية البساطة، وذلك من خلال تحميل أو قراءة الكتب من على مواقع الإنترنت المختلفة.
كما يوجد أيضًا الكتب المسوعة التي تستطيع الاستماع إليها فى أي وقت.
التليجرام
يغفل الكثير عن أهمية التلجرام وأنه كنز حقيقي لمن أدرك أهميته فهو فائق السرعة ومجاني كما أنه يتميزبأعداد كبيرة من القنوات المختلفة، حيث يحتوي على مئات البوتات التي تناقش جميع المجالات والموضوعات المختلفة، علاوة على ذلك فهو وسيلة اجتماعية للتواصل يتم خلالها إرسال الصور والرسائل والمقاطع الصوتية والمرئية بالإضافة إلى أنه يدعم كل الملفات بأنواعها المختلفة.
المنصات التعليمية
المنصات التعليمية تعني أنك ستوفر الوقت والجهد والأموال التي قدتبذلها للذهاب إلى الأماكن البعيدة.فهى لا ترتبط بوقت معين أو مكان محدد بالإضافة لتميزها بسهولة التعامل معها.
تذكر أن النجاح معلق بناصية الشخص ذاته ، هذا يعني أن من أراد النجاح فعليه أن يشق طريقه بإصرار وعزيمة وخطوات جريئة.
ولا بد أن يضع الإنسان نصب عينيه أن النجاح لا يأتي عبثا، كما أنه لا يهبط من السماء صدفة ، بل إنه نتاج عمل وكد وسعي وعراك مستمر مع الحياة !!
والإنسان السوي هو من يختار لنفسه نجاحًا مشرفًا مبنيًا على أسس سليمة، وقواعد راسخة من الحق والعدل.
كتبه \ غادة بخيت
اترك رد