تنظيم الوقت المهارة التي ستغير حياتك

يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة عدم تنظيم الوقت، و قلة الإنتاجية، وعدم إنجاز المهام وتسويفها، والعديد من المشاكل التي تؤثر سلبًا على حياة الفرد وتشعره بعدم الرضا عن نفسه. 

وترجع مشكلة تنظيم الوقت لدى الأشخاص بسبب جهلهم لمدى أهميته وكيفية إدارته، فإذا كنت تواجه إحدى هذه المشكلات، تابع قراءة المقال لتجد الحل، والذي سنتعرف فيه على:

مفهوم تنظيم الوقت، أهمية الوقت في الإسلام، فوائد تنظيم الوقت، و خطوات تنظيم الوقت.

ما المقصود بتنظيم الوقت أولًا؟

تنظيم الوقت هو عملية تقسيم وتجزئة المهام والأهداف اليومية أو الأسبوعية أو السنوية، وفق إطار زمني محدد، بهدف جدولة المهام وترتيبها واستثمار الوقت لإنجازها.

تنظيم الوقت | ما أهميته في الإسلام؟

أشار الله سبحانه وتعالى إلى الوقت في مواضع عديدة من القرآن الكريم، كما أقسم به مثل: والفجر، والضحى، والعصر، والليل.
والله لا يقسم إلا بأمر عظيم وهذا يدل على مدى عظم وأهمية الوقت في ديننا الإسلامي.

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله:

“وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فمن كان وقته لله تعالى وبالله تعالى فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته”.

فينبغي على كل مسلم أن ينظر دائمًا لوقته وفيما يقضيه وينفقه، وأن يجعل غايته في الحياة هي إستثمار وقته فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، حتى يحسن الإجابة حينما يُسأل من الله عزوجل عن عمره فيما أفناه.

و سأطرح عليك سؤالًا الآن، هل فكرت يومًا لماذا لم يخبرنا الله بموعد يوم القيامة؟

لعلك تقول أن هذا من علم الغيب عند الله سبحانه وتعالى، وحتى يعطي الناس فرصة للتوبة دائمًا.

فهذا صحيح، ولكن إذا كان موعده معلومًا فلربما أجّل بعض الناس التوبة وأخّروها.

وهذا من تربية الله لنا ليعلمنا أن لا نسوف ونؤجل في أعمالنا حتى التوبة، وأن نستغل يومنا فيما يرضي الله عزوجل ولا نضيعه وراء ما لاينفع من لهو وتفاهات.

أهمية وفوائد تنظيم الوقت

1-الشعور بالرضا عن النفس

فحين يقوم الشخص بما عليه من مهام و إلتزامات، فإن هذا يشعره بالإنجاز و الفخر والرضا عن نفسه، ويدفعه لمزيد من العمل، كما يعزز من ثقته بنفسه.

2- إنجاز المهام وتحديد الأولويات

يساعد تنظيم الوقت الشخص على ترتيب أولوياته،

فيعرف ما الأمر الهام الذي يجب فعله أولًا، وما الأقل أهمية الذي يمكن فعله لاحقًا،

وبالتالي يعرف كيف يركز جهده وفي أي شئ وفي أي وقت تحديدًا.

3-توفير وقت للترفيه وللعائلة

عند ترتيب المهمات وتنظيمها بوقت محدد، يستطيع الشخص معرفة ما الوقت المتاح له ويضعه ضمن الحسبان، فيجعل لنفسه وقتًا يُرفه فيه عن نفسه، و وقتًا لعائلته و علاقاته الإجتماعية.

4-زيادة الإنتاجية

حيث يؤدي تنظيم الوقت والقيام بالمهام إلى الشعور بالإنجاز مما يحفز على المزيد من الإنتاجية والعمل.

5- التوقف عن إحساس التشتت والتوتر

عند إدارة الوقت وإعطاء كل مهمة وقتًا زمنيًا محددًا، فإن هذا يقلل من التشتت بشكل كبير ويدفعك للتركيز على تلك المهمة فقط حتى إتمامها، كما أنه يقلل من القلق و التوتر الناتجين عن تعدد المهام وتراكمها.

خطوات تنظيم الوقت

خطوات ومهارات تنظيم الوقت تعرف عليها

لكي تتعلم هذه المهارة و تصبح متقنًا لها عليك أن تتبع بعض الخطوات وتتعلمها و تستمر عليها حتى تصبح روتين يومي لديك وعادةً سهلةً عليك بعد ذلك.

1- معرفة الأشياء التي تضيع الوقت

“إن أول مراحل حل المشكلة هو الوعي بها”

لذا فمن الضروري أن تقوم بعقد جلسة مع نفسك تراجع فيها يومك ومهامك وأولوياتك، وكم قضيت من الوقت لعمل مهمة ما، وما الأمور التي ضاع عليها وقتك بلا فائدة، ثم تقوم بعمل قائمة بتلك الأشياء وتدونها جميعًا، حتى يصبح بإمكانك التركيز عليها والعمل على تقليلها والتخلص منها تدريجيًا.

2- تحديد الأهداف

يعد تحديد الأهداف أمرًا ضروريًا، فبدون وجود هدف واضح، لن يكون لدى الشخص الدافع لتحقيقه ولا السعي وراء تحصيله وتنظيم وقته للوصول إليه.

3- عمل قائمة مهام يساعد على تنظيم الوقت

لا تقول أنا أعرف ما علي فعله، بل اكتبه على ورقة، فالكتابة تخفف من تزاحم أفكارك بشكل كبير كما تقوم على ترتيبها.

اصنع قائمة بالمهام الواجبة عليك قبل اليوم التالي، حتى تكون جاهزًا على الفور بعد الاستيقاظ في البدأ بها.

ستساعدك هذه التطبيقات على تنظيم الوقت وكتابة المهام.

4- حدد مدة زمنية لكل مهمة

حين تضع وقتًا محددًا للمهمة، فإنك تلزم عقلك اللاواعي على تنفيذها وإنجازها قبل انتهاء موعدها.

جرب هذه الطريقة, إنها فعالة!

5-ابتعد عن المشتتات

حين تشرع في عمل مهمة ما، فعليك بقول لا للمشتتات، وأن تكون منضبطًا و حازمًا مع نفسك في هذا الأمر.

قد يبدو الأمر في البداية صعبًا، ولكن عند إنجاز مهامك ستشكر نفسك، وسيصبح الأمر سهلًا عليك، جرب فقط!

6- حدد وقتًا للراحة بين كل مهمة وأخرى

أثبتت الدراسات أن العقل لا يستطيع التركيز لأكثر من 90 دقيقة متتالية،

لذلك يجب أخذ قسطًا من الراحة بين المهام، حتى تستطيع العمل بكفاءة.

وأخيرًا، لا تنسى مكافئة نفسك على إلتزامها وإنجازها المطلوب،

فهذا له دور فعال وإيجابي جدًا في تشجيع النفس على الإستمرار والإنجاز.

إن أي تغيير حقيقي يبدأ من داخلك أنت، فإذا أردت أن تلتزم أو تكتسب أي عادة جديدة، مثل عادة تنظيم الوقت فيكفيك أن تكون صادقًا فقط في إرادة هذا التغيير، وأن تتمسك بالحبل الذي لاينقطع حبل “الدعاء” !،
واجعله والإستعانة بالله عزوجل رفيقين لك في رحلة هذا التغيير، ثم خذ بالأسباب واتبع الخطوات التي تعينك على اكتسابها.