“مَا تفكر بِه، يحدد العالم اَلذِي ستعيشه.” نورْمَان فِينْسِنْتْ، كِتَاب قوة التفكير الإيجابي.
نَعم عَزيزِي، فَإِن التفكير سَوَاء أَكَان إِيجابيًّا أم سلْبيًّا لَه هَذِه اَلقُوة والتَّأْثير على حَياتِك.
فما تفكر بِه يؤثِّر على نَظرَتِك لِنفْسك وقدراتك وَطمُوحك ومسْتقْبلك.
إِذَا كَيْف تَستَغِل هَذِه اَلقُوة لِصالِحك؟!
دَعنَا أوَّلا نَتَعرَّف على مَاهِية التَّفْكير الإيجابيِّ.
ما هو التفكير الإيجابي؟
هو اَلقدرة على التعامل مع تحدِّيَات الحيَاة بِطريقة إِيجابيَّة، ولَا يَعنِي هذَا تَجاهُل الصُّعوبات، بل يَعنِي محَاولَة حلِّ الأزمات والْمواقف السلْبيَّة بِطريقة أَكثَر تفاؤلا وفاعليَّة.
التفكير الإيجابي فِي الإسْلام
كان اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم يحِب البشر والْفَأْل الحسن، فقد قال: “بَشرُوا ولَا تنفّروا، ويسِّروا ولَا تعسِّروا.”
كمَا أَنَّه حَثنَا دائمًا على العمل الإيجابيِّ البناء حتى فِي أَحلَك الظُّروف.
فَيقُول صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم: “إذا قَامَت السَّاعة وَفِي يد أَحدُكم فَسِيلَة، فَإِن اِسْتطَاع أَلَّا تَقُوم حَتَّى يغْرسهَا، فليغْرسهَا.” صَدق رسولنَا اَلكرِيم.
ومَا قد يَكُون همُّك اَلذِي تَحمِله عَزيزِي القارىء بِجانب مَشهَد عظيم كقيام السَّاعة!
ومع ذَلِك فقد أمرنا بِالْإيجابيَّة والْأَخْذ بِالْأسْباب حَتَّى مع أهْوالهَا.
فوائد التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي فَوائِده عَظِيمَة، وتؤثِّر بِشَكل مبَاشِر على نَجَاح الفرْد وسعادته، دَعنَا نَسرد بعْضًا مِنهَا:
1- يعزز القدرة على تحويل الأزمات إِلى فرص، وَذلِك لِأن اَلمفكر الإيجابي سريع التعَلم، ويَتَميز بِالْمرونة والشجاعة فِي اِتخاذ القرارات، ولذلك لا يعرف الاستسلام .
2- يساهِم فِي بِنَاء الصلابة النفسية للفرْد، فهو يعزِّز اَلقُدرة على التعافي مِن التَّجارب الحياتيَّة الأليمة بِشَكل أَسرَع .
3- يسَاعِد فِي بِنَاء علاقَات اِجْتماعية وَأسرِية وَحتَّى عَمَلية سَوية، فتتكَوَّن حَوْل اَلمُفكر الإيجابيِّ بِيئة صِحِّية سَعِيدَة.
4- يَدعَم الثقة بالنَّفْس، والتَّفْكير الإبْداعيُّ، بالإضافة إلى مهارات القيادة والتَّواصل.
5- المحافظة على الصحة النفسية والعامة، وذلِك عن طريق خفض مستويات التوَتر اَلنفْسِي والقلق، وتعزيز المناعة.
التفكير الإيجابي | كيف تحول التفكير السلبي إِلى إِيجابي؟
قد يولِّد البعْض مفكرِين إِيجابيِّين بِالْفطْرة، وَلكنها حتْمًا مَهارَة تَستطِيع أن تكْتسبهَا عَزيزِي القارىء، وَذلِك عن طريق بِنَاء العادات الصَّغيرة المسْتمرَّة، وَالتِي تصْبِح بَعْد مدَّة مِن التَّكْرار جزْء لََا يَتَجزَّأ مِنْك.
و لذلك إليْك عَزيزِي 11 خطوَة، فَقم بِدراستهَا وتطْبيقهَا، واصْطَبر عليْهَا، وستَصِل حتْمًا لمبتغاك:
1- التَّسْليم بِأنَّ الأمْر كلَّه لِلَّه
يبدأ التفكير الإيجابي من تفويض أَمرك لِرب رحيم، فخذ بِالْأسْباب واسع فِي الأرْض، وَسِر فِي كَونِه راضيًا متوكِّلا عليْه حقُّ التَّوَكُّل، وستشعر وكأنما قد حيزت لك الدنيا بحذافيرها.
2- اِلزَم أذْكارك وأوْرادك اليوْميَّة
اعْلم أنَّ اَللَّه قريب مجيب الدُّعَاء، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وبمواظبتك على تلاوة وردك اليومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء؛ ستطمئن وتهنىء بمعية الله.
3- تَصالح مع ماضيك وَامِض قدما يَا صَديقِي
دع عنك هموما طالما كبلتك وقيدتك، وخذ اليوم قرارك بالاستمتاع برحلة الحياة.
4- مَارِس عِبادة التَّأَمُّل بِالْأماكن الطَّبيعيَّة
اقتطع وقتاً واختلي بنفسك، ثم انطلق نحو الطبيعة مصطحباً مسبحتك، وتأمل هدوء السماء، واسمح لروحك بالتعافي والشفاء.
5- حَاوِط نَفسُك بِمجتَمع سمته التفكير الإيجابي
احرص على القرب من صحبة صالحة، ويفضل أن تشاركك نفس أهدافك، وذلك لأن مقولة “الصاحب ساحب” صادقة.
6- ابتعد عن المحفِّزات السَّلْبيَّة الخارجيَّة
انتق ما يستقبله جهازك العصبي يوميا؛ فلا تسمع ولا تنظر إلى أو تقرأ إلا طيباً، وذلك قدر ما استطعت.
ودعك من سَماع الأغاني وما شابهها، واسْتبْدلهَا بالْبودْكاسْتْ النَّافع.
7- تَقبَل حَقِيقَة كَونِك بشر
تقبل أنك معرِض لِلْفشل أو للخسارة، فهما جزْء مِن عَمَليَّة النَّجَاح.
وَلكِن أرفُض أن يَكُون الفشل هو النِّهاية، وتَذكَّر أنَّ هُنَاك دائمًا فرَص لِتحْسِين النَّتائج فِي المرَّة القادمة، فقط لََا تكف عن المحاولة.
8- مَارِس عِبادة الشُّكْر
أَشكُر اَللَّه على السَّمْع والْبَصر، أَشكُره على نِعْمَة المأْوى والسَّكن؛ على وَجبَة تَأكُلها أو قَهوَة تحْتسيهَا، فالشُّكْر لِلَّه على زِحَام النِّعم.
وَتَذكَّر قَولُه عَزُوجَل: “لَئِن شكرْتم لَأزيدنَّكم.”
9- اِنتبَه لِحديثك لِنفْسك
مارس التفكير الإيجابي بعقل واع، فقم بِإحْلَال الأفْكار السَّلْبيَّة واسْتبْدلهَا بِأخْرى إِيجابيَّة.
على سبيل المِثَال : لَديْك اِمتِحان غدًا، وقد اِجْتهَدْتُ وَذَاكرَت، ستتخَيَّل أَنَّك نسيتُ مَا ذاكرتْ، أو أنَّك ستفْشل، لَحَظتهَا اسكت عَقلَك، وقلَّ بِصَوت مَسمُوع: لَقد اِسْتعَنْتُ بِاللَّه وَذَاكرَت وَسَأنجَح بِفَضل اَللَّه، وهكذَا.
10- اِصْنع شِعارًا لَك رَددَه دائمًا فِي عَقلِك
افعل كمَا تَفعَل الشَّركات اَلكُبرى بِتكْرَار شِعاراتهَا على آذان الجمْهور؛ لخلق صور ذهنية معينة.
فاتخذ شِعارًا لَك، يحفزَك وَيكُون مؤَكدا إِيجابيا في عقلك.
شخْصيًّا أحبَّ تَكْرار: “اِسْتعيني بِاللَّه ولَا تَعجِزي.”
11- اِحْرِص على القيَام بِأعْمَال إِيجابيَّة صَغِيرَة يوْميًّا
اجلب سعادتك بنفسك بممارسة أعمال لطيفة صغيرة يوميا؛ كمساعدة أمك، أو ابتسامة فِي وَجْه أخيك.
وَفي الختام، يمكنك عزيزي القارىء مشاهدة هذا الفيديو للاستزادة عن قوة التفكير الإيجابي
أو يمكنك الاطلاع على القليل منْ الترشيحاتِ لكتبٍ، قدْ تساعدكَ في رحلتكَ لممارسته:
أولاً: كتاب فن اللامبالاة، مارك مايسون.
ثانياً: كتاب حافلة الطاقة، جون جوردن.
ثالثاً: كتاب قوة التفكير الإيجابي، نورمان فينسنت.
كتبته/ رانيا صلاح الدين
اترك رد