في طريقك لتطوير الذات ستقابل أول عقبة وهي التسويف.
التسويف مشكلة يعاني منها أغلب البشر.
وهي ببساطة تأجيل غير مبرر لإنجاز عمل معين على الرغم من القدرة على إنجازه وعلى الرغم من معرفة أن هذا التأجيل له أضرار سواء على مستوى العمل نفسه أو على المستوى المادي والشخصي للشخص الذي يقوم بالتأجيل.
دعنا نتعرف على أسباب المشكلة، ومخاطر التسويف، وكيف نتخلص منه في حلول بسيطة وعملية.
أسباب التسويف
١) الرغبة في الإشباع الفوري
رغبة الإنسان في الحصول على عائد فوري مستحب للشئ الذي يفعله، مثل: العائد المادي، الشعور بالإنجاز، الشعور بأنك محط اهتمام الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي… إلخ
عادة يحب الانسان القيام بالأعمال التي لها عائد سريع ومستحب،
وكلما كان العمل خالي من هذا العائد، زادت نسبة التسويف.
لذلك يجد كثير من الناس صعوبة في الأستمرار في ممارسة الرياضة، تعلم لغة ما، تعلم مهارة القراءة، او أي عمل يحتاج إلى الصبر وليس له عائد فوري، فيميل الإنسان للتسويف.
٢) تجنب الألم
الإنسان بطبعه يحاول تجنب أي نوع من الالم سواء الذهني كالتركيز.
أو الألم الجسدي على سبيل المثال عند ممارسة الرياضة، أو حتى المشاعر السلبية كالملل الذي يعتري الإنسان عند القيام بمهمة ما.
إذًا ما الذي يجعلنا نقوم بالمهام في أخر الوقت، على الرغم من أننا قد سوفنا كثيرًا عندما كان لدينا وقت أطول؟
الإجابة هي الخوف،
أكبر حافز عند الإنسان يجعله يقوم بمهمامه هو الخوف، الخوف من الرسوب في الامتحانات، الخوف من الطرد من العمل .. إلخ
لسوء الحظ أن هذا العامل يستفيظ ويقوم بعمله متأخرًا.
ولحسن الحظ أنه يستقيظ فيجعلك تقوم بمهامك حتى لو في أخر الوقت.
مخاطر التسويف
١) التقليل من إنتاجية الشخص وجودة عمله
بالتأكيد جودة وكم العمل الذي يتم في يوم، ليس كجودة وكم العمل الذي يتم في ٣ أيام.
وهذا بالتأكيد يعطي نظرة غير عادلة عن القدرة الحقيقية لإنتاجية الفرد.
٢) التسويف يفسد الراحة والعمل
شعورك في اليوم الذي تنجز فيه عملك، غير شعورك في اليوم الذي لا تنجز فيه.
حتى الوقت الذي تقضيه في التسويف ممزوج بالقلق والندم وتأنيب الضمير.
على عكس وقت الراحة الذي يأتي بعد إتمام المهام يكون خالي من القلق والتفكير.
٣) عدم ظهور حافز الخوف في الأعمال التي لا تتضمن مهلة معينة
على سبيل المثال: إذا كنت قررت تعلم اللغة الانجليزية بمفردك، أو قررت أن تطور من ذاتك..
فهذا عمل لا يحتوى على مهلة معينة يجب إنجازها فيها.
فليس هو بمذاكرة أكاديمية يمكن أن ترسب فيها، ولا هو بتقرير في العمل فسوف تُرفد من العمل إذا لم تقم به، فبالتالي لن يظهر حافز الخوف..
فيستمر الإنسان في التسويف والمماطلة.
وواقعيًا المهارات التي يتعلمها الإنسان بمفرده دون وجود مهلة معينة، أو دون وجود ما يحفز الخوف، هي التي تشكل حياته ونجاحاته على المدى البعيد…
وهذا سبب أجدر للعمل على التخلص من مشكلة التسويف.
الآن، كيف نتخلص من التسويف؟
١) أن تُحدث نفسك بصوت عالي ومسموع
أن تذكر نفسك بالمهام التي يجب عليك أن تفعلها.
وأن تذكرها بعواقب تأجيلها الذي سيؤدي إلي تراكم المهام، وبالتالي الشعور بالضغط أكثر، بل قد يصل إلى عدم إتمامها.
٢) التركيز على الوقت، لا الكم
بدلًا من تحديد عدد كبير لمذاكرة صفحات مادة ما، قل مثلًا أني سأُذاكر لمدة ٢٥ دقيقة بغض النظر عن الكمية التي سأُذاكرها، ثم أعطي نفسي راحة خمس دقائق أفعل فيها ما أحب.
٣) أبدا بالشيء السهل الذي تحبه
اختيار اسهل المهام هو حيلة سحرية لتنفيذ باقي المهام، دائمًا العقبة الأولى التى تجعلنا ندخل في دوامة التسويف هي عدم القدرة على البدء.
بمجرد البدء وإنهاء المهمات السهلة ستشعر بالإنتاجية والإنجاز، ومن ثم ستنتقل إلى إتمام باقي المهمات.
٤) ابتعد عن الملهيات والمشتتات
اجعل وصولك للملهيات صعبًا، على سبيل المثال، إذا كنت من مدمني الهواتف، قم بتنزيل البرامج التي تقوم بغلق التطبيقات اثناء المذاكرة أو العمل، مثل:
app Block
Lock me out
stay focused
إذا كان التلفاز من الأشياء التي تلهيك، ضع الريموت في مكان بعيد، حتى يثبت في عقلك الباطن أن كي نقوم بتشغيل التلفاز يجب أن نذهب ونبحث عنه، فيثبط عقلك عن هذه الفكرة.
حاول إنشاء بيئة تساعدك على التركيز، مثل: أن يكون مكتبك نظيف ومرتب، الأدوات جميعها بجانبك، بالإضافة إلى وجود قدر كافي من المياه؛ لأنها تساعد على التركيز، تجنب المذاكرة في الموضع الذي تنام فيه.
٥) وضع مكافأة بعد الإنتهاء من المهمات
بعد كل هذه الخطوات الشاقة على الذهن يجب وضع مكافأة، قد تكون أكلة تحبها، أو مشاهدة كرتون أو فيلم، أو عمل تصاميم، أو اي شئ آخر تحبه.
المكافأة تعطيك حافز اكبر لإنجاز المهام اليومية.
في النهاية، مهما كان الجهد والوقت الذي يتطلبه العلاج من التسويف، فهو أمر مفروغ منه ولا بد من السعي لمعالجته.
قد يبدو الأمر صعبًا في البداية، ولكنه يستحق العناء؛ حتى تصل لقدر أكبر وأعلى من الإنتاجية، ومن ثم لنسخة أفضل من نفسك الحالية.
كتبته/ آية شعيب عبدالله
اترك رد